الأفعى

الأفعى

سـِرْ أمـامي

ولا تَخْـشَ منْ زخّــاتِ الرّصاصِ

ولا .. لا تَخَــفْ !

قالَ لي وآخْـتفى كالأفْعى

تحْتَ جبالِ بلادي وتحتَ البحارِ

توهّـمــتُ أني أراهُ

وفتّشــتُ عنْــهُ

نزعْتُ الجبالَ ، نزعْتُ البحارَ

فلـمْ أرَ وجهــاً ســوايْ

ولم أرَ....

لـم ...

.............

بئرُ الخلاص

بئرُ الخلاص

خُذْ مُـدْيـةً منْ  نورِعقلِكَ  في الطّريقِ إلى الخَلاصِ

ولا تَعُــدْ منْ غيرِ قلبِــكَ

سَـاطِعـاً

مُتيقّنـاً

أنتَ المرجـّحُ في موازينِ المواقفِ

لا تَعُـدْ منْ غيرِ صوتِكَ

 واضحـاً مثل النّهارِ

ولا تخَفْ منْ أخوةٍ

هَجَسوا المصيرَ - تجاوزاً - في صدرِهمْ

وَضَحَ الرّداءِ

ولا تقُـلْ هَجَعَ النّهارُ وشـرخُـهُ وسْطَ الظّلامِ

ولا تَقِفْ في البئرِ تنـْتظرُ الوحوشَ الضاريـةْ

 

خذْ جَمْرةً منْ نارِ غُربتِـك الفَصيحةِ في الخلاصِ

وفي الرّجوعِ إلى الدّيارِ

ولا تَـكُنْ وتداً لغُربةِ خيمةٍ

أنـتَ المرشّحُ للمغاورِ والمقابرِ لا تَكُنْ

سِـتْراً لأفْخاذِ القُّصورِ العاريةْ

لَـكَ ما أريد

 

 لَـكَ ما أريدْ

 يا أيـُّها المَغبونُ والمَخبولُ والشيّطانُ والمجنونُ

تجْمحُ دائماً منْ بين أهدابي

(وأعني دائماً من بؤبؤ العيّنِ الّتي في طرفـِها حَوَرٌ)

تجاوزْتَ الفصاحةَ والغزلْ

يا أيّها المجرورُ والممنوعُ في صرْف الخطابةِ والجُملْ

لك ما أريدُ :

إلى هلاكٍ من على الصيغِ المُتاحةِ للقدرْ

في كلِّ قــبرٍ سوفَ أحْييــكَ

لأقـْـتـُـلَ فيكَ كلَّـكَ

ثمّ أحْييــكَ لتبقى عالقـاً بين التخيّل والنظرْ

خشبٌ رديء

خشبٌ رديء

 

لكَ ما تُريدُ

فلا تـَـكُـنْ حَجَـراً يُحاصِرُني

يُقطّـعُ دوْرتي الدمويـّةَ المُثْـلى

ولا تكـُـنَ الترابَ لشـوْكَـةٍ

في الزَّوْرِ راسِــخَةً

ولا خشبـاً رديئـاً صالبــاً جسدي

وعظمَ كرامتي

(سأنام قليلا / سأنام كثيراً)

(سأنام قليلا / سأنام كثيراً)

    ( س )                                  ( ج )

سأنامُ قليلاً                  سـأنامُ كثيراً         

سأنام قتيلاً :                           سأنامُ كـسيراً :

 فلا تطفئوا الموتَ                    فلا توقدوا الصوتَ

في صحوتي                           في غفوتـي

                 ( س + ج )

سَأنامُ قليلاً فلا تُطْفـِئوا الضُوءَ

سوفَ أنامُ  

أنامُ  قليلاً

أنامُ  كثيراً  

كما نـِمْـتُ في وحْدتي

سوفَ أتلو الظلامَ على هُدُبــي

وأنامُ ..

أنامُ ..

أنامُ وأرْتاحُ عُمْـراً !

فلا تصْرخوا في الرّصاصِ الكثيفِ عـَـلـيَّ

ولا تصْمِتـُوا في البـُكاءِ الوثيرِ علـيَّ

أحبُّ الهُدوءَ،

أحبُّ السَكينةَ تدلقُ نبعَ الخرير

وتقطعُ غصنَ الحفيفِ

سـريرَ فؤادي ، وسـادةَ دمعي  وقصرَ قصوري !

فسـوفَ أنامُ

أفيقُ

أنامُ   أفيقُ  أقــومُ

أسيرُ

سأحْمِــلُ قلبي على وجعي

وأرافقُ مُهْرةَ حـزنِيَ

في نزْهــةٍ سَنحتْ من رطوبةِ عمــري

وأبْعـُـدُ عن ومضاتِ الجنونِ

وعن عالمٍ توأمِ الزيّفِ

مُحْتـَشـدٍ بطلاءِ الوجوهِ

سأخـْـتارُ

أو أنتقي نجمـةَ في السّماءِ

تليقُ  بنومي  ودمعي            

سأقـلعُهـا بهوادةْ

سأنامُ قليلاً على ضوئِها

سأنامُ على جثــّـتي !

جثـّـتي :  مِسْندٌ ووسادةْ !

ليست رباعيات

(ليست رباعيات )

أولى بهذا القلبِ

أن يَطرَبــا

ومنْ نبيذِ الحـبّ

أن يشْـرَبا

ما أروعَ اليومَ الّذي

 مَـرّ بي

منْ غيرِ أن أقـْـتـِلَ  

أو  أُصْلَبــا

************

خطـأ فضيٌ مســنونٌ قد شــجَّ القصيدةَ

ظلَّ المغني يُردّدُ مزمورَهُ المتوهّـجَ

كلَّ مســاءْ

ويجـرُّ رفاتِ النشيدِ وحُنجرة النايّ

حتّى السّماءْ