إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 22 مايو 2015

بيني وبين الشعر


بيني وبين الشعر

 

استذكار

بِأَيِّ لَفظٍ تَقولُ الشِّعرَ زِعنِفَةٌ     تَجوزُ عِندَكَ لا عُرْبٌ وَلا عَجَمُ   

                                                     (المتنبي)

القصيدة:

بيني وبينَ الشعّرِ مرّتْ قطّةٌ سوداءُ/ مرّتْ قطّةٌ سوداءُ/ مرّتْ قطةٌ حُبْلى/ تجرُّ الّليلَ من أجفانِه نحوي وفي صرْعٍ تموءُ .. تموءُ في وجهي تسدُّ عليَّ دربي خائفاً أرنو إليها/ واجفاً قلبي وبي حزنٌ وهمٌّ صاحِبٌ لي  / ألعنُ الشّيطانَ في سرّي/ أحاورُ حيرتي/أسري: دمي شفقٌ وحبري وردةٌ حمراءُ يجهشُ عطرُها/ أرتابُ  أهربُ أرتدي وجعي وأعدو عاريًا / هذا أنا والشّعرُ مطعونانِ في وهْـمٍ وفكْرٍ خائبٍ / منذ الصّباحِ مررتُ بالأطلالِ في بلدٍ تشيّدُهُ القصائدُ/  عُشبةُ الّطّيونِ تشكو حظَّها المقلوبَ / تُخفي رأسَها بين الرؤوسِ/ وظلَّها بين البيوتِ/ تميدُ في شجنٍ وتهمسُ لي: / لماذا لا تُغازلُني تُعانقُني وتقطفُني كنرجسةٍ تعلّقُها على شرفاتِ شعرِكَ؟/ أو لماذا لا تُهلّلُ لي وتمْدحُني وتصْحبُني إلى أمسياتِ شعرِكَ ؟ ساءَني ! ما ساءَني هل يفهمُ الطيّونُ أنّي عالقٌ في محنتي ؟!/ الشّعرُ أضحى سائلاً متسوّلاً رثَّ الخُطى/ وَرِثَ البريقَ عن السّرابِ/ يهيمُ في ليلٍ وقدْ ضلَّ الطريقْ .

ليست هناك تعليقات: