بيني وبين الشعر
استذكار
بِأَيِّ لَفظٍ تَقولُ الشِّعرَ زِعنِفَةٌ تَجوزُ عِندَكَ لا عُرْبٌ وَلا عَجَمُ
(المتنبي)
القصيدة:
بيني وبينَ الشعّرِ مرّتْ قطّةٌ سوداءُ/
مرّتْ قطّةٌ سوداءُ/ مرّتْ قطةٌ حُبْلى/ تجرُّ الّليلَ من أجفانِه نحوي وفي صرْعٍ
تموءُ .. تموءُ في وجهي تسدُّ عليَّ دربي خائفاً أرنو إليها/ واجفاً قلبي وبي حزنٌ
وهمٌّ صاحِبٌ لي / ألعنُ الشّيطانَ في
سرّي/ أحاورُ حيرتي/أسري: دمي شفقٌ وحبري وردةٌ حمراءُ يجهشُ عطرُها/ أرتابُ أهربُ أرتدي وجعي وأعدو عاريًا / هذا أنا
والشّعرُ مطعونانِ في وهْـمٍ وفكْرٍ خائبٍ / منذ الصّباحِ مررتُ بالأطلالِ في بلدٍ
تشيّدُهُ القصائدُ/ عُشبةُ الّطّيونِ تشكو
حظَّها المقلوبَ / تُخفي رأسَها بين الرؤوسِ/ وظلَّها بين البيوتِ/ تميدُ في شجنٍ
وتهمسُ لي: / لماذا لا تُغازلُني تُعانقُني وتقطفُني كنرجسةٍ تعلّقُها على شرفاتِ
شعرِكَ؟/ أو لماذا لا تُهلّلُ لي وتمْدحُني وتصْحبُني إلى أمسياتِ شعرِكَ ؟ ساءَني
! ما ساءَني هل يفهمُ الطيّونُ أنّي عالقٌ في محنتي ؟!/ الشّعرُ أضحى سائلاً
متسوّلاً رثَّ الخُطى/ وَرِثَ البريقَ عن السّرابِ/ يهيمُ في ليلٍ وقدْ ضلَّ
الطريقْ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق