مسودة كفر/ للشاعر ميشيل حداد
( خلفية لمسرحية لوحة رمل )
مقدمــة :
أطفالـُك الذين جدَّفوا
وكفروا باللـه
في لوحـة ِ الرمل
بكيتـُهم ، أحببتـُهم
ذاك لأن كـُفرَهم
عرفـَني باللـه.
أطفال :
ما لي وللأوزان والقوافي
وكلُّ ما في اللوحة ِ الرملية
أطفالُ عصرِنا
بلا حسابِ وزن
حياتـُهم بلا قوافي
حلمُهم بلا روي
فما الذي أفعلـُـهُ بالوزن
بعد الآن ؟
أســماء :
سامي اليتيمُ لم يـَكنْ في يوم ٍ
في روضة ِ الأطفال
كان يـُحــبُّ اللـه
أحبـَّـهُ أكـثرَ حين ظـَـنـَّـهُ
يشكو من اليتم ِ الذي شكاه
حَـنَّ عليه حين علـَّمــوه
أن ليسَ للـه ِ أبٌ أو أم
وكاملٌ يزحفُ فوق الرمل
لا تحملـُهُ رجــلاه
وأهلـُـهُ في ضيقـِهم
يـُناشدونَ اللــه
كي يـُعافيه ِ بلا عــلاج
رامي
الذي رمى بـه القدر
فـفـقـدَ البصر
رغمَ صلاة ِ والدِه
رغمَ نذور ِ أمــِّه
رغــمَ العـَـوز
كلـَّـفـهـُمْ ما مـَلكتْ أيديهـم
ولقمــة َ الكفاف
فؤادٌ
يا ويلي
مريضُ قلب
نحيلُ جسم ٍ منذ أن وَلـِـد
تركـَـهُ الأهــلُ لضيق ِ اليــد
فظــلَّ تحــتَ رحمــة ِ السماء
بلا دواء
وديعــة ً بينَ يدين الرب
اللوحــة :
واجتمعَ الأطفالُ يا أحبتي
على رمال ِ الشط ِّ يلعبون
لكنمــا المشلولُ ما اسـْـتطاع
فأخـذ َ الأصدافَ بانـْشغال
ورسمَ اللـهَ كما يشاء
بهيئـَـةٍ مُهـيبـة
ولحية ٍ بيضــاء
وعندها صاحَ به الأطفال :
ألأعمى : أرسـمْ لـه عينين ميتـتين
اليتيمُ : أرسـمْ على جبينـِه مذلـة َ الأيتام
المشلولُ : أرسـمْـهُ مشلولَ اليدين والرجلين
مريضُ القلب : أما أنا فقبـل أن أموت
أهدي لرسـمِهِ الموتَ الذي
أهداهُ للأنام
ختام :
ويرقصُ الأولاد
وتمحي اللوحــة
من
علــى
الرمال.
لكنها يا صاحبي زياد
لا بــدَّ أن تصـحو بكل ِ قلب
لا بــدَّ
أن تحيــا
بـقلـب الــرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق