السّقطات(1)
(1)
حصار الغضب
جمراتُ الغضب الّتي تتأجّجُ في داخلي غير قابلةٍ للإنطفاء، أغضبُ كثيراً، سريعُ
الاشتعال أنا مثل الشّوك اليابس في الطّبيعة اليائسة ، أحياناً يبدو لي سلوكَ
الحمام وتهديلـَهُ المتراكم فوق نافذتي صباحاً لأنني أعود مع الفجر ، مصدراً
لإشعال غضبي وأحياناً أخرى قسمات السائق البارد
مثلاً وهو يتضاحكُ مع زميله في الطّريق غير آبهٍ لضوضاء طابور السّيارات
الواقفة إجلالاً لـه ، وأحياناً لا أدري لماذا أغضبُ ، أغضبُ كثيرا، فأشتمُ أو لا أشتمُ ، أو أرسلُ
يدي ، مثلا ، لا شعورياً ، إلى علبة السّجائر وأشعلُ واحدةً من أخرى على الطريقة
النزارية ، عادةٌ سيّئة ، أعرفُ ، كي أطفئَ لظى القلب خلافَ ما يقولُه الخيّامُ في
رباعياته ، او أهربُ إلى شهد الخيار الذي أدمنـتـُهُ : المقهى ، كأس النّبيذ أو
كأس البيرة المثلجة مثل مستقبل الحضارات الغارقة في فضاءات الحرب والنّار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق