الكتابة بالضّوء
-1-
للضوءِ : مَسالكُ ثمَّ مَسالكُ ثمَّ مَسالكُ ثمَّ خُطى
تَتَأبَّطُ ذاكِرتي
تتسلّـقُ ذاكرةَ الزّمنِ الهَرِمَة
تـُدمي أطيافاً مارِدَةً
داسَتْ في هجْعَةِ أعْتابي لُغتي
أكلتْ كَبدي
عـَـزفتْ موتاً يتنفّسُ منْ رئتي
وعلى جَسَدي تتأنّقُ اقدامُ القَدَرِ القـزِمَة
-2-
لا بأسَ
هُـنا ضوءٌ وهُـنا ضوءٌ
ضوءٌ
ضوءٌ
ضوءٌ لكرومِ الزّيتونِ الخضْراءِ المحترقة !
-
أيُّ دُخانٍ تُزْهرهُ أغصانُ حضارتِكُمْ؟!
-
أيُّ بريقٍ تزهرهُ أحجارُ حضارتِـنا ؟!
-3-
ضوءٌ لظلالِ البيّتِ المُنْدثرِ المهدومْ
فوقَ صُراخِ عجوزٍ تبْحثُ عن أسْنانِ
الفضّة
في الدُّرْجِ المَكْسورْ
كي تأكلَ أقراصَ الحَلْوى !
-
من أينَ لنا أقراصُ الحَلْوى
والشّهدُ الصافي والنَّعْـناعُ ؟
وينزفُ عصفورٌ بين الرّدمِ المُتراكِمِ !
-
أيُّ صباحٍ لاحَ يـُزقزقُ فوق الأشجارِ
الخضراءِ
لعصفورٍ بين الرَّدمْ ؟
-4-
ضوءٌ لشهيدٍ يُـدْفنُ ليلاً أو لا يـُـدْفنُ أعْـوامـاً
ولطفلٍ زُفَّ بلا رحْمةْ
لرصاصةِ جُنديٍّ مهزومٍ
مهزومْ
-
أيُّ رثاءٍ ينشلُ روحَكَ نحوَ سماءٍ تسجُدُ
لـَكْ ؟
-5-
ضوءٌ للسّاقي،
للمخمورِ يسبُّ رجالَ الأمْنِ
وسَاسةَ هذا الثَّـقـبِ النازفِ في شريانِهِ
يلعنُ بالصّوت العالي
دستورَ الأحزاب الوطنيَّةِ
يخبو مُنْتشـياَ في الحانَةِ يشربُ نخبَ جراحِهِ
يشْرَبُ سُـمّاً ممزوجاً بالصّبر الواهي
يشتُمُ
صوتُهُ مرفوعٌ، لا يُضْمَدُ صوتُهُ لا يغفو!
في الحانَةِ شخصٌ مشبوهٌ ووجوهٌ تضْحكُ
تعبـُسُ
عـَزفٌ لا شرقيٌّ ...لا غربيٌّ ..
لا
وسكونُ فراشٍ يرقصُ في الضّوءِ المُتراكِمِ
كيفَ أكونُ ؟
وكيفَ تصيرُ دمائي سِرْبَ فَراشٍ ؟
يلهو
في الضّوءِ المسْفوكِ يحومْ !
-6-
للعتمِ هواجسُ ثمَّ
هواجسُ ثمَّ هواجسُ ثمَّ لظى
يتقاسمُ أعصابي :
-
اخْترتُ لكُمْ لغةَ التّابوتِ فعُـذراً
-
إنّي مُجتَثٌّ
مُجتَـثّ
مُجتـَـثّ
كَصَنوْبَرةٍ دكناءَ على سفْحٍ
تتشمّسُ عالقةً في تربِةِ عُزلتِها
أوراقي تحتَ الرّملِ
وأغصاني في النّهرِ وجِذْعي في النّار !
-7-
اخْترتُ لكُمْ لغةَ التّابوتِ فعُـذراً:
أب ت ث ج ح خ د ذ
ر ز س ش ص ض ط ظ
ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي
القافُ : قوافلُ أوطانٍ نَزحَتْ
الخاءُ : خيولٌ قدْ هـَـرمَتْ
الضّادُ : ضميرٌ مصدوعٌ
الذّالُ : مذلةُ تاريخٍ
والطّاءُ : طفولةُ أحلامٍ صَدِئَتْ
-8-
مُجتثٌ: عنكُمْ تنهشُني أوطاني
مجتثٌّ: منكُمْ ترفـُسُني خيلي
وطفولةُ احلامي صدئتْ
وبكُمْ تاريخي مذلولٌ
-9-
يا أيّتها المرثِيَةُ الحَيْرَى:
لي
قبرٌ فيكُمْ لكنْ لن تصعَـدَ روحي
فالتّابوتُ يضيقُ بكُمْ
والقبرُ يضيقُ بكُمْ
القبرُ يضيقُ بكُمْ
القبرُ يضيقُ
القبرُ
ال...........!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق