ظلال للسقطات (3)
Paranoid schizophrenia
(1)
زوجتي ذكيةٌ جداً ، ليس في اختيارها لي طبعاً
، بل في تحليل ما حدثَ وما يُمكنُ أن يحدثَ ، وهي لم تقرأ الفيلسوفَ
"ديكارت" ولكنها تميلُ إلى الشك الركيزة الأولى للوصول إلى الحقيقة ،
بفضل تجربتها وعلاقاتها مع الآخرين ، لم تقرأ أو تفتحْ في فناجين القهوة شأن
الكثير من مجتمعنا ولكنها تنجحُ أحياناً في التنبؤ بما سيحدثُ ، حدسٌ أو ربما
الهامٌ ربانيٌّ ، أو شـكٌّ مدروسٌ ، لا أرفضُ لها طلباً حتى لا أتشاجرُ معها .
(2)
في
الصباح ، قررتْ أن ترافقني أو تصحبني رغم أنفي إلى طبيب نفسي ، الحقيقة إنها رتبتْ
موعداً مع الطبيب دون علمي لتأكدها إنها تستطيعُ أن تأخذني في هذه النزهة المميزة
غصب عني .
(3)
- زوجُك مصابٌ بداء Paranoid
schizophrenia ، يجبْ علاجُهُ . يعتقدُ أو يتخايلُ ان البعضَ يلاحقونه ويطاردونه ، إلى جانب
أن هناك انفصاماً مزمناً في شخصيته ، يجبْ علاجُهُ قبل أن يتفاقمَ الأمر ،
ويتأزّمُ الوضع.
- يتفاقمُ الأمر ، انفصامٌ مزمنٌ في شخصي ،
علاجٌ أيُّ علاج ؟
زوجتي لم تنبسْ ببنت شفة ، يبدو عليها القلقُ
والحيرةُ والارتباك .
- لكن يا دكتور أقسمُ لك : كان هناك شخصٌ
يجلسُ في الزاوية في المقهى يُصوّبُ نظراته إلي محاولاً ان يفترسني ، شخصٌ : لحماً
ودماً وعظماً وشعراً ووجهاً وعينين ذئبتين ، رأيتُه كما أراكَ أمامي ، ليس خيالاً
أو سراباً أو شُـبِّهَ لي !
قل لي كلاماً صادقاً أيها الطبيب ، لو أنا
عملتُ بنصيحة جدي وغرزتُ اصبعي في عيني هذا الشخص ، هل توقّعُ لي تصريحاً عن مرضي
الخطير كما يحدثُ في بلادنا ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق