إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 29 مايو 2015

لا حظَّ لنا/ لاسبيلَ لنا


لا حظَّ لنا

 

لن أهربَ منّي..

لم أهربْ

فأنا وأنا

لا حظَّ لنا

عالقانِ هُنا في رحيق كلامٍ نضيقُ بِهِ  

ويَضيقُ بنا !

 

لاسبيلَ لنا

 

أنا وأنا جسدٌ مُنْهكٌ

يتنزّهُ في المُنْحَنى

لا سبيلَ لـهُ ... 

لا سبيلَ لنا

يتوكّأ ظلي على عُنقِ  ظلّي

ويمشي الهُوينى بلا كللٍ حولنا 

وأسيرُ شمالاً يسيرُ يميناً

أسيرُ يميناً يسيرُ شمالاً

يُكسرُّ نجماً يُضيءُ لنا

وأسيرُ ببطءٍ ومهلٍ هنا في الضباب الكثيفِ

/ وفوق الرصيفِ

/ ينامان ظلي وظلي

/  على عُشْبةٍ يتفرّعُ منها السّنا /

وأنامُ أنا في فراغٍ بجانبِ طفلٍ تشتّتَ ظلُّهُ

حافٍ يشدُّ خطاهُ ويُطلقُها خلفَنا

 

الأربعاء، 27 مايو 2015

بدويٌّ يُعانقُ كآبة


بدويٌّ أسمرُ /

رثُّ الحُزنِ / أنيقُ البهْجَةِ / مُحْتَكِماً

منْ صحراءَ بلادٍ نائيةٍ لا يسكنُها / لا يذكرُها /

وهي القابلةُ المُثلى/

كم أرْضَعتْهُ شهداً منْ نهدِ أثمارِها /

وحمَتْهُ كثيراً من عين الحاسِدِ وبطشِ الغازي المارد

يتشّمسُ فوق رصيفٍ مُعْشَوْشبٍ مُتْرَبٍ ، قربَ البحرِ المَيْتِ /

يحْضنُ سائحةً إسبانيةً

شقراءَ الشَّعرِ وزرقاءَ العينينِ،

تلاطفُـهُ  حيناً... وتقبّلُـهُ أحياناً

 ذاتَ صباحٍ في اليومِ الثامنِ مِنْ حربٍ  داميةٍ أخرى

 اشتعلتْ في الشّمالِ الماثلِ قسراً

ما بينَ بيروتَ وحيفا

 

بدويٌّ أسمرُ يحْضنُ سائحةً إسبانيةً

تتفرّعُ فوقه دون استئذانٍ منهُ

أو من سُعْف النّخل الحارسِ حلمَهُ

أو من شزْرِ عيون المارّة

في صمتٍ تقاسمُهُ ظلَّ الفرحِ المُتساقط من تمر النّخل                                                                         

وبلا ايقاعٍ أو رقٍّ

تتأوّدُ بين ذراعيه المتشابكتين

كراقصةٍ  تتضاحكُ في غُـنْجٍ

تتسفّعُ  بالجسد الشبقِ العاري نصفَهُ

وكأنّها وَحْمَى فاضتْ شهوتُها !

 

بدويٌّ أسمرُ يحضُنُ سائحة /

 يتساقطُ محموماً بينَ ذراعيها/

ثملاً / لا يُحْصي عددَ القبلاتِ/

 ولا يأبهُ إن كانتْ حربُ الشمال قد انتهتْ

وإنّ الطفلَ المقتول الملقى

 في ساحاتِ الحرب

 قد ذاق حلوَ القُبلات

أو ذاق مرّ القبلات 

الجمعة، 22 مايو 2015

بيني وبين الشعر


بيني وبين الشعر

 

استذكار

بِأَيِّ لَفظٍ تَقولُ الشِّعرَ زِعنِفَةٌ     تَجوزُ عِندَكَ لا عُرْبٌ وَلا عَجَمُ   

                                                     (المتنبي)

القصيدة:

بيني وبينَ الشعّرِ مرّتْ قطّةٌ سوداءُ/ مرّتْ قطّةٌ سوداءُ/ مرّتْ قطةٌ حُبْلى/ تجرُّ الّليلَ من أجفانِه نحوي وفي صرْعٍ تموءُ .. تموءُ في وجهي تسدُّ عليَّ دربي خائفاً أرنو إليها/ واجفاً قلبي وبي حزنٌ وهمٌّ صاحِبٌ لي  / ألعنُ الشّيطانَ في سرّي/ أحاورُ حيرتي/أسري: دمي شفقٌ وحبري وردةٌ حمراءُ يجهشُ عطرُها/ أرتابُ  أهربُ أرتدي وجعي وأعدو عاريًا / هذا أنا والشّعرُ مطعونانِ في وهْـمٍ وفكْرٍ خائبٍ / منذ الصّباحِ مررتُ بالأطلالِ في بلدٍ تشيّدُهُ القصائدُ/  عُشبةُ الّطّيونِ تشكو حظَّها المقلوبَ / تُخفي رأسَها بين الرؤوسِ/ وظلَّها بين البيوتِ/ تميدُ في شجنٍ وتهمسُ لي: / لماذا لا تُغازلُني تُعانقُني وتقطفُني كنرجسةٍ تعلّقُها على شرفاتِ شعرِكَ؟/ أو لماذا لا تُهلّلُ لي وتمْدحُني وتصْحبُني إلى أمسياتِ شعرِكَ ؟ ساءَني ! ما ساءَني هل يفهمُ الطيّونُ أنّي عالقٌ في محنتي ؟!/ الشّعرُ أضحى سائلاً متسوّلاً رثَّ الخُطى/ وَرِثَ البريقَ عن السّرابِ/ يهيمُ في ليلٍ وقدْ ضلَّ الطريقْ .